Text Widget

الكاتبة سارة درويش ـ الموقع الرسمي.


كتكوت إسراء



هناك خلف أبواب البراءة تكمن "إسراء" التى كانت تسمع ( لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين
كم كانت "إسراء" تحب "يوسف النبى" وتهوى سماع قصته كلما سنحت لها الفرصة...
حتى أنها كانت تردد حين مر عليها بائع الكتاكيت ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ) وحينها طلت منها إبتسامة لأمها تطلب ثمن واحد من هؤلاء الكتاكيت بعد أن أدركت مدى رخص الثمن.
.وكم تحولت عيناها بين البائع وبين دموعها...عندما أصرت أمها ألا تأتى بما ليس له فائدة...وتحاول مرارا معها مرة بالإستعطاف..ومرة بالصمت...حتى تدخل أباها معطيا إياها الثمن فتحول دموعها انفجارات فرح وتدفقات شعور
وشرت "إسراء" الكتكوت بثمن بخس..وتحدت من أشارت إليه بالموت عن حقيقة أنه مريض رخيص....وتمنت بينها وبين نفسها أن يشفيه الله على يديها..وتذكرت ( إكرمى مثواه عسى أن ينفعنا)
وأتت إليه بطعام هى من استقصت عنه كى تحضره..وكونت له حظيرة صغيرة تحوط به فتحميه..
وأسمته من الوهلة الأولى "يوسف" كانت تكثف من رعايتها له..تطعمه وتشربه وتحتويه..ياالله عليكى..مرت أياما وكبر "يوسف" فاستقر فى ذهن إسراء أنه أخير بفضل الله قد ذهب المرض عنه ببركة البراءة والنقاء..وبركة
الإسم وما تشابه بين يوسفالصديق ويوسف الطائر...وعادت إسراء تذكر (وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض)
كان "يوسف" سلوى "إسراء"..تحدثه حين تجلس إليه عن مشكلاتها الصغيرة فى أعين العالم الكبير...الكبيرة فى عالمها الصغير...
كانت تتخيل ردوده..حتى صارت تكتب فى كراستها عنه وعن أفعاله.....
ولو فتحنا هذه الكراسة الأن سنجد فى قلبها تاريخا بظهور العرف اليانع بالحمرة..
وتاريخ أول صيحة اعتادت إسراء بعد ذلك أن تستيقظ بها...
كأن هذا الذى أصبح ديكا قد ألف الله بين روحه وروح أمه الآدمية....
ولعل أخر تاريخ سجل لهذا الطائر فى كراسة "إسراء" تاريخ وداعه..
فقد ذبح مقدما حياته قربانا لإسراء وحينها فقط نُزع عنه اسمه "يوسف" ونُزعت عنه صفة الصياح..
ولم يعد ديكا ولن يعد بعدما قُطف منه الريش.
ورددت إسراء مناغاته حين كان طفلا... ..لعلنا نلتقى على خير فى حياة أخرى..
حياة لا تقبل النقد..لا نأتى إليها للرحيل..ولكن نرحل إليها كى نكون..
حيث الطهر والعفاف والحب..لا حيث الطمع والكذب والفناء...
حياة إذا شخنا فيها لا نموت...بل نحيا من جديد لنعيد أحلامنا ونزيدها أحلام...
.حياة لا يوجد فيها الموت" سلام أيها الطائرالمطيع..أمك الإنسانة إسراء 
اليوم كبرت "إسراء" وقد نجحت فى جميع مراحل تعليمها بتفوق، سبقت سنها قياسا بسن زملائها..
وصارت تساهم بأفكار فى كل شئ حولها..وتشارك أهلها الأوقات وتواظب على عيادة مرضاهم وتوصل ما قطع من أرحام...
هى أول من يحضر المناسبات..أصبحت إجتماعية من الدرجة قبل الأولى..
فى البيت هى من تقوم بالبيت حتى الطعام أصبحت تولف فيه حتى تعالج السأم من التكرار..
أصبحت "إسراء" سيدة قرار..صاحبة وجهة نظر...تمارس مواهبها وهواياتها...كل هذا بفعل تنظيمها لوقتها..
إسراء هى من ستختارعريسها برضا وأهلها...بل وسمعناها تتحدث فى شكل بيتها من حيث الديكور والأثاث وطريقة الحياة..
إسراء قد اختارت أن تعيش الحياة...لا أن تعيشها الحياة


  بقلم : إسلام سمير